ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Friday, December 25, 2009

حسبى الله و نعم الوكيل !!!

بـريــد الأهــرام

‏السنة 134-2009 ديسمبر 25 ‏8 من المحرم 1431 هـ الجمعة
العدد 44944

والرقص هــنا

‏‏أرجو أن تقرأ القصة التالية بعناية أو الواقعة التي حصلت في احدي الجامعات المحترمة جدا لنعلم لماذا لا توجد الجامعات المصرية في قائمة الجامعات المحترمة‏,‏ وسياسة التعليم الجامعي التي تهدف إلي تخريج موظف حكومي بيروقراطي أو موظف فاسد أو موظف يسمع الكلام فقط‏,

وفعلا كما قال عضو مجلس شعب سياسة التعليم لا تريد إنسانا محترما يفكر ويبدع ويخترع تريد مواطنا فاسدا فقط‏,‏ تقدم مجموعة من الشباب الذين يدرسون الكمبيوتر في قسم هندسة الكمبيوتر في احدي الجامعات المحترمة جدا والغالية جدا باقتراح مبدئي لمشروع التخرج للأستاذ المشرف عليهم المجموعة الأولي لتصميم طائرة بالكامل بدون طيار والمجموعة الأخري لتصميم السوفت واير للتحكم بها ومن حسن حظهم هناك مسابقة عالمية سوف تقام بين طلاب كل جامعات العالم خلال‏4‏ أشهر لنفس الموضوع تحمس الطلاب والأستاذ لأن الاستفادة مزدوجة‏,‏ مشروع تخرج‏,‏ والاشتراك في المسابقة باسم الجامعة وباسم مصر‏,‏

وبدأت المجموعة الأولي المعنية بالتصميمات منذ شهرين العمل بجد وبدأت المجموعة الثانية المعنية بتصميم البرامج والسوفت واير العمل منذ أسبوعين فقط وفجأة دعاهم الأستاذ إلي مكتبه وأبلغهم وهو مكتئب‏:‏ اصرفوا نظر هاك تعليمات محددة بعدم التفكير‏,‏ أو وضع أي مشاريع للطلاب لتصنيع أو اختراع أي شئ يطير هذا ما قاله الأستاذ بالحرف خليكم علي الأرض اعملوا موقع ولا عجلة ولا حتي فيديو راقص أو سوفت واير للفتاوي هذا المطلوب‏,‏ ثار الطلبة ثورة الشباب لماذا ونحن نريد رفع اسم مصر نيد أن نخترع حاجة للبلد‏,‏ كان الرد ارفعوا اسم مصر في الاستاد فقط في مباراة كرة أو في برنامج استار اكاديمي‏,‏

وحاولوا مقابلة نائب رئيس الجامعة والمطالبة برؤية تلك التعليمات مكتوبة ومن أي جهة وهو علي فكرة أستاذ فاضل ومحترم‏,‏ ولكنه لم يقابلهم وخاطبني ابني ثائرا لماذا لا يقابلنا قلت له هو لا يريد أن ينظر في وجوهكم ولا تنظروا في وجهه لتروا مدي احباطه وتلك التعليمات الأمنية سيف علي رقبته ممنوع أي مشاريع لأي حاجة تطير في النهاية قال لهم الأستاذ إن شاء الله لما تهاجروا وهو قريب جدا صمموا هناك وتفوقوا وأحصلوا علي نوبل ثم مصر تكرمكم وتعمل لكم حفلة راقصة ممتازة واعمل وا واخترعوا هناك وارقصوا هنا فقط في مصر‏!!!‏ أنا لا أتكلم عن قصة خيالية أو قصة مختلقة بل هي قصة حقيقية ولكن أرجو ألا يطلب المعلومات أحد ليعاقب الطلبة‏.‏

وقبل أن اختم‏:‏ في المقابل شاهدت علي إحدي القنوات حلقة باسم موعد في المهجر لأستاذ جامعي مصري يرأس وحدة أبحاث محركات الطائرات في أكبر شركة في كندا‏,‏ وفي نفس الوقت رئيس قسم في احدي الجامعات في نفس البلد‏,‏ وكان الحوار ممتعا لشخص تفوق في مصر ثم استفاد منه الغرب وهو عضو في لجنة تطوير محركات الطائرات في حلف الناتو بجنسيته الكندية ولخص الحلقة عن كيفية الاستفادة من طلاب الجامعات وإشراكهم في قسم الأبحاث للشركة وبأجر‏,‏ لتقديم كل أفكارهم وإبداعهم وحماسهم لتطوير المحركات‏,‏ وفي النهاية تبني كل من لديه فكرة جديدة مفيدة ويشعر الطالب بتفوقه ويبدع ويخلق ويفكر ويحلق لأبعد مدي في النهاية هو المستفيد والشركة مستفيدة والجامعة مستفيدة‏,‏ لا تعليق‏!!‏

د‏.‏ هشام بدر
‏Hbadr@h-badr.com


*‏ المحرر‏:
لا أعرف سر صدمتك ياصديقي‏,‏ طائرة بدون طيار هكذا مرة واحدة‏..‏ ألم تسأل نفسك ولماذا لا نصنع سجاد الصلاة والفوانيس والسبح والأثاثات وكل شئ نستخدمه من أجل عيون الصين؟

من المستفيد وما هذا التدمير لصناعات خالدة في مصر؟

أرجو منك أن تتكرم بزيارة لمركز براءة الاختراع فتري بنفسك مئات الآلاف من الأفكار النابهة المركونة علي الأرفف وفي المخازن‏,‏ لأن لدينا قوي غريبة تدفعنا للتخلف‏,‏ وتدعم طاحونة الفساد بكل إخلاص‏!‏

No comments: