مواقف
بقلم: أنيس منصور
كشف الفاتيكان عن أن البابا يوحنا الثاني كان يجلد نفسه بالسياط عقابا لذنوب اقترفها. وكان صوت السياط يلهب ظهره مسموعا. وبعض المؤمنين الكاثوليك كانوا يفعلون ذلك. ويقولون ان المسيح عليه السلام كانوا يلسعونه بالسياط ــ فهم يتعذبون كالمسيح عليه السلام. وبعض الفرق الشيعية تمشي في مظاهرات يضربون أنفسهم بالسياط أو يدقون صدورهم.. وكنا نري في الريف أناسا يضربون أنفسهم بأعواد الحديد وينزفون الدم. واختفوا ــ لعل الدولة هي التي حرمت هذه الممارسات العنيفة. ياتري لو كل واحد منا أراد أن يعاقب نفسه. هل يستخدم العصا أو الكرباج أو الجزمة. وليس بيننا واحد لم يندم. ولا واحد لم يقل: والله أنا طلعت حمار.. والله أنا أستحق ضرب الجزمة القديمة.. لأنه أحب.. ولأنه تزوج.. ولأنه انجب أولادا.. ولأنه صدق فلانا.. ولأنه انضم الي الحزب الفلاني..لأنه ضارب في البورصه.. لأنه اندفع وقال: لساني كان لازم يتقطع لأنني قلت ولم يكن في نيتي أن أقول.. هل لو خير الذين في المعتقلات أو في السجون هل تكفيهم الجزم للانتقام من أنفسهم؟ من المؤكد أن عددا كبيرا لا يرفضون العقوبة مهما كانت الجزمة لها كعب مدبب أو كلها مسامير. في زيارة للسجن قابلت عددا انهوا حياتهم هناك. قالوا: لم تكن مشكلتنا اننا قتلنا.. مشكلتنا أن الذي قتلناه كان يجب أن نقتله ألف مرة.. كان الشاعر الالماني شيلر يحرق أصابعه بالشمعة المضيئة حتي لا يغلبه النوم.. وفي آخر أيامه قال مامعناه: إنني أستحق علي خطاياي مائة جلدة...! جريدة الأهرام - العدد 44926 الأثنين 20 من ذى الحجة 1430 هـ 7 ديسمبر 2009 م السنة 134 |
No comments:
Post a Comment