ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Thursday, February 21, 2008

نقطة الإنهيار .........موت خفيف

"
لا ذنبَ خارجَ الوقت، لا وقتَ لأخطائنا..سيخسرُ واحدٌ منا أخيراً، على كلِ حال.
لا بأس. نحن بشرٌ، نخطيء ونصيب.. ولا شيء عفواً.
لكن بهاءَ التجربة يستحقُ الاحتفاء، لا الندم، ويستدعي الفخرَ لا الشعور بالذنب.

... ما من استقرارٍ في أي مكان. وهكذا لا يتمسكُ المرء بشيء، ويعيش حياةَ عابر سبيل. إنه شعورٌ دائم بالرحيلِ الموشك، إدراكٌ لواقعٍ انتقالي إلى أقصى حد.
بعد البحث سدى عن بلد تنتمي إليه، ترتد إلى الموت، حتى تتمكن في هذا المنفى الجديد، من الإقامة كمواطن
أيها الموت، اقترب..كي نبتعد معاً
الأوراقُ الأخيرة تسقط متراقصة. لابد من جرعةٍ كبيرة من فقدان الحس كي نواجه هذا الخريف
........"هل أنتِ بخير؟"
طبعاً، فكل الموتى مثلي بخير
إنه لأمرٌ قاسٍ ألا نعود موجودين، وأن نكف عن الوجودِ في شيء ما



أصرخ: ما عدتُ أجيدُ الكلام



... يا لكميةَ التعبِ التي ترتاحُ في دماغي
"
من ساعة ما قرأت التدوينة دى - موت خفيف .... د/ياسر ثابت -و هى فى بالى لأنها جميلة من وجهة نظرى ...أحيانا الجمال بيكون جميل لأنه مؤلم مش لأنه مريح او يمكن عشان بيعمل صدى جوانا لأشياء اخرى . يمكن ما استفدتش بجملة مهمة فيها ..."والحكمةُ تستر جراحنا: إنها تعلمنا كيف ننزف خفية"... لكنها ساعدتنى انى اعلم علامة تانية فى طريق حياتى.

شكرا د/ياسر للسماح لى بالإقتباس ... و أسفة للتصرف فى ترتيب بعض الجمل