
افتكرت الجملة اللى دائما بنقراها كتعبير عن المفاجاة من مرور الزمن "واستيقظ فجاة ......." هو فعلا الوقت بيمر كده !!! انا فاكرة دلوقتى أول يوم عمل فى الشركة كنت لابسة بدلة لونين والجاكت فاتح شوية -أنا شخصية متفائلة غالبا - .. كان يوم ممطر ... رخات خفيفة لذيذة وانا كنت مستمتعة بيها بس قبل باب الشركة بـ 20 متر زادت ودخلت الشركة متبهدلة شويتين :( ... الإنطباعات الاولى تدوم أو لا تدوم قاعدة خادعة لكن اللى فاكراه كويس الانطباع اللى أخدته عن شخص من الأشخاص اللى كانت موجودة ساعتها هو واحد بصيت له وماعجبنيش رد فعله لما دخلت من باب الشركة وانا كمان بصفتى "محدش ليه حاجة عندى" مش عاوزة اقول انا انطباعى ورد فعلى كان إيه ... بعد شوية إكتشفت انه مدير عام الشركة .... هاهاها ... عادى ... لكن النهاردة اعترف انى افتخر انى إشتغلت مع الإنسان ده السنين دى كلها .
خلال التسع سنين دول اتعرفت على ناس اصبحوا من أقرب المقربين لي واعز اصدقائى وأحمد ربنا عليهم وعلى وجودهم فى حياتى ... وناس هى أعدى اعدائى فعلا . وبرضوا بأحمد ربنا انى عرفت يعنى إيه عدو ... شفت عبده همبكة وقاسم السماوى ... ربات البيوت و شباب طموح جدا ... عبقرينو وعم دهب ...شبه المجنون والرزين جدا ... ملائكة وشياطين ... بالنسبة لى الحياة العملية كانت فرصة ممتازة للخروج من اليوتوبيا اللى عشت فيها لحد ما إتخرجت - فيه ناس هاتضحك دلوقتى وتقول انى لسه عايشة فى اليوتوبيا دى ! - . ماعرفش دى نتيجة السن الصغير ولا نتيجة المحيط الإجتماعى ... لكن كان لازم اعرف ان فيه جانب مظلم للقمر والشغل هو اللى حقق لى ده . ده غير حاجة مهمة بالنسبة لى ... الإستقلال المادى . أنا عموما أحب الإستقلال فى كل حاجة والإستقلال المادى ده بيحقق انواع كتيرة من الإستقلال.
خلال التسع سنين دول حصلت لى نوبات جنان وفكرت أسيب الشغل لمجرد العند أو الثورة أو الضيق و اليأس ! ... مرة او اتنين للإنتقام لكرامتى .. لكن كل مرة كنت بأستمر لانى كنت عارفة أن هاييجى اليوم اللى كرامتى ها تترد لى بقيمة شغلى .. وده حصل و الحمد لله .
بكيت من الظلم و ضحكت من الكوميديا سواء سوداء أو غيرها لكن أغلب الوقت إستمتعت جدا جدا باللى بأعمله وإحساسى بقيمته لنفسى وشركتى وبلدى . انا فى شركة هى تقريبا الوحيدة المصرية 100% فى مجالها - اللى هو مهم جدا على فكرة - بس للأسف مش واخدة فرصتها بالعدل !! ...برضه عادى .
أحسن أداء لى كان فى السنتين السابعة و الثامنة ... فى الثامنة كان إدائى بيذهلنى أنا شخصيا ... وإكتشفت إنى مدمنة أدرينالين على خفيف ... يعنى بأنتج احسن لما أتزنق ...هاهاها ... أسوأ أداء كان السنة الأخيرة .. التاسعة ...لأسباب كثير .
الشئ اللى بأدعيه إن الشركة تكمل معايا السنة العاشرة ... ويارب مايطلع عام الضباب !
.............. حاسة انى هأصحى بعد بكرة واكتشف انى طلعت معاش !!ـ