ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Wednesday, July 22, 2009

رد على تعليق...

الكلام المكتوب فى هذه التدوينة كان مفترض يبقى رد بسيط على تعليق فى تدوينة سابقة لى . لكنى رأيت وضعه كتدوينة منفصلة لطوله
..
..
ثالثا : وجهة نظرى ببساطة ان اللى حضرتك بتقول عنه ألف طريقة و طريقة لمعرفة العدو و بتشاور على لينك لجرائم إسرائيل مش هو - من وجهة نظرى- الطريقة الصحيحة لمعرفتهم
تخيل لو الأطباء فى اطار محاربتهم لمرض مميت زى الإيدز كل اللى عملوه انهم صرخوا أنه مرض خطير ومميت وعرضوا صور مرضى ماتت أو فى المراحل النهائية من حياتها لكن محدش فيهم لاحظ ولا درس و لا نبه لطريقة إختراق المرض ده للجسم البشرى . تفتكر ده كان يقلل الخسائر ؟؟؟
وجهة نظرى ان الصور و الحكايات اللى اسمها جرائم إسرائيل فى غزة أو قانا أو صبرا وشاتيلا أو دير ياسين حتى دى قمة جبل الثلج مش أكتر . لازم الناس تنتبه أكتر للضرب تحت الحزام . للفوضى اللى بتتخلق حوالينا علشان نتوه فيها و فى الزحمة ببساطة "نتاخد غدر " .
للترتيبات اللى بتمتد لسنين مش يوم وليلة
لازم الناس تقرأ الفكر الإسرائيلى و أنهم شعب الله المختار و أن باقى العالم و خصوصا العرب دول كائنات من الدرجة العاشرة خسارة فيهم بلاد زى الهلال الخصيب و وادى النيل . أن أرض المعاد من النيل للفرات و إذا ماكنتش عارف تزيح 80 مليون من حوالين النيل يبقى خلى حد تانى يزيحهم أو هم يزيحوا نفسهم بنفسهم !! شخصيا ما أعتقدش الي بيحصل فى أفريقيا الشرقية من أول الصومال لحد تشاد دى صدف أبدا . خلينى أكون مصرية مغرورة و أكون مع الرأى أنها مقدمات لشئ خطر ليه علاقة بأمن مصر الإستراتيجى و المائى مع بعض . دور شوية عن علاقات شركات إسرائيلية بسدود على النيل فى دول أفريقيا !!
السودان واللى حادث فيها مش بعيد والفرقة اللى حصلت بين شمال و جنوب و الحرب و دارفور . الحجة أن دول مسلمين و دول مسيحيين و مرة تانية أن دول أصول عرب و دول أصول أفريقية .... فى بلد منقسم على نفسه..غير السيطرة على البترول اللى ظهر مؤخرا فى السودان ، ممكن السيطرة على النيل . و زيادة الخير خيرين زى ما بنقول ! مع ان كان متعارف ان الشعب السودانى من أطيب الشعوب و أهدأهم كمان
سيناريو السودان بيتنقل لمصر للأسف و إبتديت مؤخرا أقرأ اللى بيقول أن مصر العرب محتلينها من 1400 سنة !! ده غير أننا بقدرة قادر بقينا أقليات متصارعة مع بعضها - دى الصورة اللى بتتوصل عن طريق و سائل الإعلام مش الحقيقة - . بدو سيناء المهمشين و النوبيين المهجرين من أيام السد العالى و الأقباط و الشيعة المضطهدين. و أنا طبعا ها أتحسب من العنصر القاهر الظالم اللى هو مسلم سنى عايشة فى المدينة مش من أصول نوبية و لا فرعونية - معرفش دى أتأكد منها إزاى بصراحة - بس أنا أكيد ها أتصنف كده
.من كام يوم برلمانية نمساوية على ما أتذكر طالبت بتدويل مناقشة إضطهاد الأقباط فى مصر !!!! الخبر ده كان منشور فى مواقع مصرية على فكرة . ده بيفكرنى بالمثل اللى بيقول الدوى على الودان أمر من السحر . مقولة جوبلز أن الكذبة لما تستمر مدة طويلة و تبقى متقنة بتصبح هى الحقيقة !!! هو ده اللى بيحصل وقليلين اللى بيتكلموا أو بيكتبوا و هم مدركين إبعاد وتداعيات اللى بيقولوه
بمناسبة جوبلز و الكذب و الدعاية قارن بين إستثمار اليهود لفكرة المحرقة أيام النازى - سواء أتفقنا أو لا على حقيقتها ومداها - و بين
فشلنا كعرب فى الترويج لأى فكرة حتي لو كانت فكرة إننا شعب زى كل الشعوب فيه الغوغائى و المتحضر .. المتعلم و الجاهل المتشدد و المعتدل ... اللى بيحترم المرأة و اللى بيقهرها . دور على الصورة المعروضة للمرأة اليهودية واللى بالتبعية لها علاقة بإسرائيل و بين
الصورة المعروضة للمرأة العربية !! أنا بأتكلم عن العقل الجمعى العالمى . طبعا مش هاتكلم عن الصورة المتبادرة للذهن عن الرجل العربي !!!! أظن انت عارف
إسرائيل متحكمة و من زمااااان فى وسائل إعلامية مهمة ومن أهمها غير نشرات الأخبار هي هوليود . يعنى الشخص اللى مالوش فى وجع الدماغ فى نشرات الأخبار ولا الكتب و التحليلات اللى مدسوس فيها سم فى عسل نغير أفكاره بفيلم ولا فيلمين ولا مسلسل و لا حتى
كرتون . جرب مرة تقارن بين صورة اليهودى فى أفلام بتقدم رواية أوليفر تويست على مدى سنوات القرن العشرين و أنت تفهم قصدى
هما بيرتبوا خططهم على مدى سنين و عقود و احنا نطلع نفرقع بمب يومين و انتهى . إفتكر وراجع إن وعد بلفور إتقدم 1917 لكن الدولة
أقيمت 1948 .. ثلاثين سنة تم فيهم التمهيد للدولة ... إنشاء الجامعة العبرية بالقدس ...إنشاء الوكالة اليهودية ... هجرة اليهود من دول
الشتات لفلسطين ...شراء الأراضى فى فلسطين أو... تكوين العصابات اليهودية و حرب العصابات اللى إدت لقرارات التقسيم و هلم جرا
قبل وعد بلفور و من أواخر القرن الـ 19 هرتزل و الحركة الصهيونية بدأت تخطط لإقامة وطن قومى لليهود . بنتكلم عن أكتر من 50 سنة ترتيب . و ترتيب تاني أدى ان الفاتيكان أصدر سنة 1963 وثيقة رسمية بتبرئة اليهود من دم المسيح عليه السلام . من جريمة إرتكبوها قبلها بـ 19 قرن . علشان يقدروا هم يحاكموا الناس على أحداث حدثت من سنوات ... عارف إيخمان !! سمعت عن هيس ؟! أو سمعت عن الدكتور النازى اللى توفى فى القاهرة من سنوات و أثيرت قضيته من حوالى ستة أشهر
من فترة قصيرة جدا يمكن أسبوع ولا أسبوعين قرأت- مش فاكرة فين - عرض لكتاب منشور فى أمريكا عن ذكريات فتاة صغيرة و طفولتها فى مصر . مش فاكرة اسم الكتاب و لا السيدة اللى كاتباه لكن اللى انا فاكراه كويس أنها سيدة يهودية مصرية الأصل "أجبرت" هى و أبوها و أمها على ترك مصر فى ستينيات القرن العشرين بعد "تأميم " ممتلكات أبوها اللى بعد ما كان رجل أعمال له أمواله اللى بتمكنه من حياة رغدة فى القاهرة أصبح بعد ما إختار الهجرة لأمريكا - بدلا من إسرائيل - بائع فى محل أقمشة !!! الكتاب ده واخد
Best Seller
على ما أتذكر فى نيويورك بوست أو جريدة محترمة فى أمريكا - نيويوركية على ما اتذكر. تفتكر ده صدفة مع الأصوات اللى كل فترة بتطالب بتعويض اليهود المصريين عن ممتلكاتهم اللى أممت فى الخمسينيات و الستينيات !! و التقدير مليارات ... مليارات !! بلد أساسا مديونة و إقتصادها ضعيف ( اللي هي مصر ) ممكن تبقى مطالبة - وبطرق قانونية متحضرة تماما مافيهاش قطرة دم واحدة - تدفعهم لناس تفرقوا فى العالم من 50 سنة !! ومنهم اللى راح فين ؟... إسرائيل . تفتكر مش دى تبقى ضربة قاضية

أنا اتكلمت كتير جدا لكن الحقيقة أنى شايفة ان الإعتراض على الترجمة مش هو الحل الصحيح.الحل هو اننا نقرأ أفكارهم و نعرف أساليبهم و حتى لو خفنا ان الترجمة تكون لبعض الكتب تروج للتطبيع فا أعتقد أنه برضه هاتكون فيه ترجمة لكتب توضح الصورة الحقيقية ساعتها هانقدر نعرف عدونا و أساليبه و نتصدى له و لو بقلبنا و المارينز ...... زى ما قلت عليهم ها ينكشفوا . إنما تقول إنك خايف إن أفكارهم و إدعاءاتهم تدخل عقول "شبابنا " فا مش ده الحل الصحيح . دول شباب مش أطفال و ماينفعش و لا يصح تحجر عليهم و الشاب ده هو اللى بعد كام سنة شئنا أم أبينا هايبقى مسئول عن بلد بحالها . إفتكر إن المسئول عن أكبر دولة فى العالم هو رجل ترك مرحلة الشباب من سنوات قليلة جدا . إفتكر إن اللى كتب له الخطاب اللى أبهر العالم العربي من شهرين تقريبا هو شاب عنده 31 سنة حسبما قرأت . الحجر الثقافى ده بقى موضة قديمة جدا . دى وجهة نظرى و الله أعلم
.
.
.
ملاحظة على الهامش : ـ
بس إنت زعلان ليه ... هو فيه حد بيقرأ ميكى حتى النهاردة ... مفيش حد بيقرأ كتب .. فيه ناس متعرفش حتى مين توفيق الحكيم والله تفتكر دول هايفكروا يشتروا كتاب لـ أبا إيبان مثلا.

2 comments:

adhm said...

ربما لا يعلم كثيرين ان ترجمة كتب من العبرية الى العربية ليست جديدة ولا مستحدثة ولكنها كانت عملية قائمة ومستمرة خلال سنوات الصراع العربى الاسرائيلى ولكنها كانت تصدر تحت عنوان مهم جدا وفى اطار الحفاظ على ثوابتنا الوطنية ولغة الحوار الواجب استخدامها بحذر لوصف الاحداث بمسياتها الحقيقة
كانت الترجمات تتم تحت عنوان هام وهو سلسلة اعرف عدوك
فكان العنوان ملخصا للحالة
وايضا كانت كلماتك وتعجبك من معارضة نشر وترجمة كتب عبرية تحمل نفس( العنوان \ الهدف) اعرف عدوك واستدعى ذلك خمسة علامة تعجب
والان ما الجديد الذى استدعى معارضة عملية كانت قائمة وبانتظام من قبل
اولا

اين هى ثوابتنا الوطنية التى سوف نحافظ عليها وماذا سنستخدم من لغة الحوار

اين ثوابتنا الوطنية بعد ان اصبحنا من موردى الغاز والبترول والحديد والاسمنت والايدى العاملة لاسرائيل
ماذا نعرف عن لغة الحوار التى تم محوها من الذاكرة وتحولت معها مسميات كثيرة كانت تحمل الدلالات الهامة للمتلقى(القارئ \ المستمع\ المشاهد) يعنى باختصار هل ستستخدم مصطلحات كالعدو الصهيونى كوصف لاسرائيل والعصابات الصهيونية بديلا لجيش الدفاع الاسرائيلى وماذا سيكون الحال ان كانت الترجمة للرواية رومانسية وفى الحوار يقول البطل (النهاردة عيد استقلال اسرائيل اجازة يلا نروح غان هشلوشا ولا نخلينا زى ما احنا نروح يادفاشيم ) دون ان نوضح ما هى غان هشلوشا ونركب اريال لما حد يسأل اية يادفاشيم دى حاجة بتتاكل
وما يثير الغيظ والتساؤل توقيت النهضة الثقافية المفاجئة التى حطت على الوزيرالذى تلوك سمعتة الالسن وتخوض فى عرضة الشائعات وارتباط هذا النشاط بفكرة ترشيحة لمنصب فى اليونيسكو وما اقدم علية من نشر لاعتذارات مهينة لة وللمنصب الذى يشغلة فى صفحات الجرائد حتى ينال رضا الاسياد فى בניין, הקבינט הישראלי
---------------
تثيرين قضايا كثيرة موجع الحديث فيها ومهين البحث فى اسبابها ومفزع مجرد تخيل تداعياتها
-------------
تحياتى

Mmm! said...

سيد / أدهم
أولا :أهلا بك مرة ثانية فى المدونة . ردي السابق على تعليقك لم اكن متأكدة إن كنت ستقرأه أم كان تعليقك تعليق لحظى لشخص مر على مدونة ما! لكن واضح أنك تذكرت مدونتى مرة أخرى وأهلا بك هنا

ثانيا : أنا أتفق معك فى مخاوفك للأسف ولكنى مصرة على وجهة نظرى الخاصة بالمواجهة ربما أكون مخطئة أو حسنة النية ولكنها وجهة نظرى

تحياتى لك أيضا و أهلا بك دائما