ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Saturday, December 13, 2008

الـعِـجٌـل و الـذبـح طـول الســنـة


بصراحة كنت هأبقى سلبية (مع أنى عبرت عن رأيى فى بضعة تعليقات فى مواقع مصرية وعربية ) وأسكت عن حاجة ضايقتنى جدا قبل العيد لكن أول أيام العيد نفس السيناريو تكرر ببطل مختلف




بدون ألغاز بأكتب عن موضوع الصحافة (بجميع أطيافها) اللى فقدت أى مصداقية كانت فاضلة عند الناس من ناحيتها بعد اللى إتكتب في متابعة قضية قتل المرحومتين بإذن الله هبة العقاد ونادين خالد. ربنا يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوزعن سيئاتهم و يصبر أهلهم على مصيبتهم
الصحافة فى حالة نادين وهبة زى مابنقول فى مصر عملت "جنازة وشبعت فيها لطم" سيناريوهات وقصص وحكايات عن فساد وسوء أخلاق البنتين وأن اللى قتلهم أكيد واحد من شلتهم الفاسدة اللى بتعمل كل الموبقات. سيرك إتنصب وكل اللى نفسه فى حاجة قالها عن البنتين و خصوصا أن والدة المرحومة هبة هى المطربة ليلى غفران (يعنى واحدة من الوسط الفنى يعنى السيرك على أعلى مستوى وممكن نألف حكايات أطول من ألف ليلة وليلة ) والصحفيين لما إكتشفوا أن هبة كانت بنت محترمة ومتجوزة رسمي بعقد شرعى موثق، زى مايكونوا بالمصري كده - إتكبسوا - أحبطوا وآمالهم كلها تحطمت على صخرة وثيقة زواج رسمى .مع إن لو واحد فيهم بص على صورة واحدة من صور هبة اللى إتنشرت كان هايحس إنها واحدة فيها براءة ماتعملش حاجات مهببة زى اللى حاولوا يألفوها عنها. هبة مانفعتش قاموا إلتفتوا ناحية المرحومة نادين - مع إنها صديقة هبة والمرء على دين خليله يعنى اكيد برضه محترمة - ، لقوها بنت صغيرة عايشة فى شقة لوحدها لأن أهلها فى السعودية بيشتغلوا ووالدها بيبعتلها مصروف كل شهر ( ممكن يطبق عليها وبسهولة قالب -ستيريو تايب- الطبقة الغنية الفاسدة )، فرصة ذهبية طبعا إنهم يقولوا ويعيدوا و يزيدوا ويخوضوا فى شرف وعرض بنت مش قادرة تدافع عن نفسها و الأدهى والأمرأنهم ما رحموش أهلها اللى كلام الشرف بالذات يطالهم جدا ولا أصدقائها ولا زملائها اللى برضه نفس الكلام يمسهم ماهم من نفس الشلة بقى . نموذج بسيط جدا للأسلوب اللى الأخبار كانت بتتكتب بيه وده كل ما كنت بأقرأه كان دمي بيفور بصراحة جملة كانت دايما بتتكرر إن "وتفجرت مفاجأة أن المباحث لم تجد أى أثر للمخدرات أو الخمور فى شقة نادين" كأن الطبيعى مثلا فى بيت مصرى وخصوصا بيت ناس مقتدرين أنك تلاقى خمور و مخدرات !!!! . كان المانشيت يتكتب كأن فيه مصائب وكوارث كانت بتحصل هناك و تلاقى الخبر مكتوب بيناقض نفسه أساسا كأن المحرر مش مصدق أن البنتين مابيعملوش حاجة غلط . الأب المسكين وصل بيه الحال يطلع على الفضائيات يدافع عن شرف بنته وهو لسه دافنها . و الحمد لله ربنا هداه يرفع قضايا ضد الجرائد اللى إفترت على قتيلتين بين يدى الله. أنا شخصيا بأشد على إيده ونفسى أقول له أن فيه ناس كتير معاه . وناس على الفيس بوك عملت مجموعات تعتذر لروح البنتين وتدافع عنهم .الله يرحمهم ولا يسامح من إفترى عليهم .

السيرك ده شبه إنفض قبل العيد .... فيه سيرك تانى إتنصب أول يوم ، شعبان عبد الرحيم المغنى الشعبي الشهير بشعبولا إتنقل المستشفى فى حالة حرجة وتنفسه ضعيف وأدخل العناية المركزة . الأخبار اللى إتنقلت حكاية .... مرة غيبوبة لأنه شرب حشيش . مرة لأن عنده سكر . تحليل المستشفى لدم شعبان بيقول لقينا أثر مخدرات وتحليل مركز السموم لدم نفس الشخص بيقول مفيش أثر لأى مخدرات . مرة لقوا بانجو فى جيبه . مرة لأ دى كانت قطعة حشيش وقعت من جيبه والممرض بيغير له ملابسه فى العناية المركزة . مرة ده وقع وهو ماشى فى الشارع . مرة لأ ده كان نايم فى سريره وتعب و إبنه نقله المستشفى . المريض أفاق من الغيبوبة لقى نفسه متحول تحقيق وأخر خبر إنه أفرج عنه بكفالة والله أعلم الكلام ده صحيح ولا هو لسه فى التخشيبة أساسا !!! أنا مش من معجبي شعبان ولو إن موضوعات أغانيه أهم ألف مرة من موضوعات عمالقة وقياصرة و أباطرة الغناء العربي لكن أنا بجد متعاطفة معاه حتى لو مذنب

بصراحة ده مش شغل صحافة ... ده على رأى واحد زميلى شغل كفتجية - مع الإعتذارلأى صحفى محترم - بس أنا بقيت أتسأل هو بقى فيه كام صحفي محترم إذا كان الصحفيين دلوقتى بيسرقوا الموضوع اللى يعجبهم من المكان اللى يعجبهم حتى لو من زميل- مثال واضح أهه - لكن بالنسبة لى زى ما هو بالنسبة لناس كثير بقى واضح جدا أن مفيش أى مصداقية للصحافة بجميع أطيافها بجد وده فى أى فرع من فروع الصحافة مش السياسية وبس .... ودى أخر إضافة للفوضى الغير خلاقة اللى إحنا عايشينها

2 comments:

speaking said...

كلامك حق
وكان تعليقي عن الموضوع اللي سميته فوضي الفضائح من نفس المنطلق .. انه الفراغ والاقرار الذذاتي بالعيوب الشخصيه هو اللي بيخلينا نجري ورا فضايح الناس ... لذرجه أنها اصبحت مصدر رزق للبعض

تحياتي

Mmm! said...

بصراحة الموضوع اصبح منتشر بصورة مرضية و مستفزة جدا

اشكرك على المرور وعام سعيد عليكى