ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Tuesday, September 02, 2008

2 رمضان

يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ‏:‏ انظر يا مسكين‏,‏ إذا قطعت نهارك بالعطش والجوع‏,‏ وأحييت ليلك بطول السجود والركوع‏,‏ إنك فيما تظن صائم‏!‏ وأنت في جهالتك جازم‏,‏ أين أنت من التواضع والخضوع‏,‏ أين أنت من الذلة لمولاك والخضوع‏,‏ أتحسب أنك عند الله من أهل الصيام الفائزين في شهر رمضان؟ كلا والله حتي تخلص النية وتجردها‏,‏ وتطهر الطوية وتجودها‏,‏ وتجتنب الأعمال الدنية ولا تردها‏.‏

فلذلك قيل‏:‏ من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا‏,‏ وذلك لمعزة الإخلاص ولعسر تنقية القلب من هذه الشوائب‏,‏ بل الخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله تعالي‏.‏ ولذلك أيضا قيل لسورة قل هو الله أحد سورة الإخلاص‏.‏ قال ابن الأثير‏:‏ لأنها خالصة صفة الله ـ تعالي ـ أو لأن قائلها قد أخلص التوحيد لله ـ عز وجل ـ فكلمة الإخلاص هي كلمة التوحيد‏,‏ والإخلاص في الطاعة ترك الرياء‏.‏

قال الجنيد ـ رحمه الله ـ‏:‏ الإخلاص بين الله وبين العبد‏,‏ لايعلمه ملك فيكتبه ولاشيطان فيفسره ولا هوي فيميله‏.‏

كان من دعاء مطرف بن عبدالله‏:‏ اللهم إني استغفرك مما تبت إليك منه‏,‏ ثم عدت فيه‏,‏ وأستغفرك مما جعلته لك علي نفسي ثم لم أف لك به‏,‏ وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك‏,‏ فخالط قلبي منه ماقد علمت‏.‏


No comments: