ـ "... إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة ولا الرذيلة ، ولا تشع فيها شمس العقل والإرادة ، ولا ينطق لسان المنطق ، ولا تطاع القوانين والأوضاع ، ولا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة ... إنما هى مملكة نائية عن عالم الألفاظ والمعاني ... كل مافيها شفاف هفاف يأتي بالأعاجيب فى طرفة عين ... يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة ، أو تبرق لمحة ، أو ينشر شذا عطر ، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات والصور والذكريات ، ما يهز كياننا ويفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها ، ولا بتجسيدها ، ولو لجأ إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ... " ـ

توفيق الحكيم

Within man lies a deep wondrous spot, to which neither virtue nor vice can reach. Upon which the sun of reason and will never rise. In which the mouth of logic never speaks, the laws and rules are never obeyed, and not a language is used nor a word is ever spoken.
It is a distant Kingdom, beyond words and meanings. With everything is a sheer murmur offering wonders in a blink. From the depths of which, suffice a single tone or a flash of mind or a scent of a perfum, to allow rise of emotions, pictures and memories, a rising that will shake our being and open ourselves to things we can neither describe nor materialize even if we used the most refined of phrases or the most skillful of languages.

Tawfiq Al-Hakim.
(My humble transalation of the arabic text)

Saturday, October 24, 2020

أنا و مروان . كمال الصورة وبشرية الأصل

أنا رجعت بعد ثلاث سنوات من أخر بوست .. ياه .. شكلي بقيت بطيئة قوي ومملة قوي وواضح أني مابقاش عندي كتير أقوله حتى لنفسي اللى هي أول شخص بأكتبله هنا. بس أديني رجعت والسبب مروان ، مروان خوري. 
أولا لو أفكاري اللى هاكتبها مش مرتبة ومش واضحة لأى حد هايقرأ الكلام ده فا أنا بأعتذر أن مرونة أسلوبي وسلاسة عرض الأفكار بعافية عندي شوية وفي إنحدار خصوصا مع قلة التمرين على الكتابة!. 
مروان خوري تقريبا يعتبر المطرب العربي الوحيد المفضل ليا من الجيل اللي قبل الجيل الحالي بشوية من أول مرة عرفته بالصدفة -السعيدة جدا :) - في 2008. من ساعتها وقعت في حب موسيقاه وكلماته وإحساس صوته. خصوصا إنه عبقري نادر في محيطنا العربي بيكتب كلمات حلوة وبيبدع موسيقى حلوة و صوته حساس جدا في التعبير حتى لو مش اقوى صوت في الكون .أغنيته لولا الهوي بتعبر بنسبة 100% عني خصوصا وقت ما عرفتها. مروان كمان أعطاني أمل أن لبنان -اللى أنا كمصرية بأحبها و بأعتبرها مصدر مهم جدا لعمالقة الغناء والتلحين اللى إحنا متعودين على إبداعاتهم - لازالت بتخرج عظماء بعد ماجدة الرومي اللى هي كانت أخر عهدي بعظمة الفن اللبناني. بعد ماكنت تصورت إنها مابقتش بتخرج إلا أمثال هيفاء وأخواتها المصطنعات.
 إستفزني من شهر تقريبا إني أرجع عشان أكتب عنه لسبب غريب شوية. لما سمعت أغنيته الجديدة #كمل_حياتك حسيت بحزن! بجد حسيت بحزن مع إنها أغنية مفترض إنها بتدي أمل للمستمعين في زمن الكورونا. إنما أنا حسيت بحاجة غريبة، إن مروان نفسه مابقاش مروان اللى أنا متعودة عليه . أغانيه كانت مع كونها رومانسية وفيها حزن وأسى الحبيب اللي مش قادر يوصل لحبيبه غالبا إنما كانت روحها سعيدة برغم أساها الظاهر.أما في حالة كمل حياتك اللى هي مفروض أغنية بتدي أمل ،في الواقع حسيت إن روحها حزينة والحزن ده إتنقل لي جدا لدرجة إني قررت إني أعرف أكتر عن مروان الإنسان، وعشان تعرف إنسان لازم تسمعه بيتكلم! .
ومن هنا إبتدأت أدورعلى لقاءات له على اليوتيوب. لقيت لقاءات كتير فنية مالهاش لازمة بالنسبة لي لكن لحسن الحظ لقيت له لقاءات تانية قدر مذيعيها أنهم يتحاوروا مع مروان الإنسان. الملاحظ بالنسبة لي أن أغلب اللقاءات اللى عجبتني دي كانت وهو صغير نسبيا في بداياته كمغني أثبت نفسه. تقريبا قبل ما يتعلم يبقى Politically Correct - اللي هى مش حاجة حلوة قوي يعني بالنسبة لي- في كلامه . و برضه تقريبا أغلب اللقاءات اللى كان صريح فيها جدا كانت مع مذيعين لبنانيين يمكن ده كان محسسه بالأمان أو هم فاهمينه أكتر أو إحساسه إن الكلام موجه لداخل لبنان بالدرجة الأولى ودول أكثر ناس هايتقبلوا اللى بيقوله نتيجة التركيبة الثقافية اللبنانية المنفتحة أكثر من جزء كبير من العالم العربي بما فيه بلدي مصر.
من أروع اللقاءات بتاعته اللى إتفرجت عليها أكثر من مرة كان لقاء في برنامج إسمه وحدك للمذيعة الشاطرة شانتال سرور اللى طلعت من داخل مروان كتير جدا بهدوئها و إستماعها له . بالذات طلعت هشاشة وضعف برئ جدا من رجل ناضج تعدى الأربعين (44 سنة أعتقد وقتها ) مشهور وغني وله حيثية في مناطق كتير من العالم لكنه في النهاية إنسان.
مروان في اللقاء ده كان تقريبا في عمري حاليا لكن بتجربة أوسع بمراحل من تجربتي الحياتية على كافة الأصعدة . وده كان شيئ مش بيفارق فكري وأنا بأتفرج على اللقاء ده كل مرة. لكن حاجات كتييييييير من اللى قالها كانت تنطبق علي شخصيا. شخصياتنا شبه بعض بصورة غريبة شوية. وأنا أستغرب التشابه ده لأن طبعا خلفياتنا وتجاربنا مختلفة تمااااااما بداية من كوني إمرأة و هو رجل . بس يمكن يكون الإنسان إنسان مهما كان!؟؟ مش عارفة . المهم إن اللقاء ده تسبب في حالة حزن لي خصوصا لما شفت له لقاء تاني أحدث لما وصل سن الخمسين مع أمل عرفة في برنامج فيه أمل + إحساسي بأغنية كمل حياتك.حسيت إني لو إستمريت بنفس المعطيات هابقى أنا زي مروان اللى أنا شايفاه ده . عاقلة وهادئة وحزينة من جوة لأني مش عارفة أتغير - قبل أي سبب أخر- وأنا إتكلمت هنا زمان عن أننا سجناء طباعنا مهما حاولنا نتغير - .
إمبارح بقى كان أقوى لقاء شوفته لمروان ويمكن هو السبب الأساسي إني أحاول أخرج كل اللى جوايا عنه ويمكن عني في البوست ده . اللقاء ده أجاب عن أسئلة كانت بتدور في ذهني أنا شخصيا أثناء ما كنت بأشوف لقاءات مروان الأخري اللي تمت على مدى زمنى ممتد يمكن أكتر من 12 سنة.
إمبارح شوفت له لقاء في برنامج إسمه قريب جدا مع جوزيف عيساوي ،كان مروان أصغر سنا من اللقاءات اللى سبق  ذكرتها و كان عنده الجرأة يجاوب صراحة على أسئلة سألها المذيع مباشرة و أجاب عنها مروان مباشرة برضه بس بأناقة كعادته :). يمكن زي ماقلت لأنه ماكانش لسه قرر يبقى ديبلوماسي في إجاباته أو لأن ثقافة المذيع وإحترامه لشخصية ضيفه أغوت مروان قبل أي حاجة أنه يكون صادق حتى لو صدم معجبين محافظين زي حالاتي . بس الحقيقة أنا ما إتصدمتش من اللي قاله مروان !!!!! أنا إتضايقت وأصابني وجوم النهاردة لمدة كام ساعة و كان بداخلي موج فوق موج من الأفكار يمكن هو سبب عدم قدرتي على ترتيب الكلام في البوست لكن المؤكد إني برضه ماكنتش مصدومة .
الضيق غالبا بسبب إني ماكنتش عاوزاه يبقى الإنسان البشري الخاطئ  ( وأنا مش بأدينه هنا إنه أخطأ من وجهة نظري وهاقول ليه بعدين . يمكن بأعاتبه أكثر أنه ما إتبعش مرجعيته هو الدينية -المسيحية - واللى هو مؤمن بها زي ما قال واللى هي كمان متماشية في قواعد كتير جدا مع مرجعيتي انا الدينية - الإسلام - وكمان مرجعيته الإجتماعية الشرقية اللى هي نفس مرجعيتي أساسا)  كنت عاوزة مروان يفضل الإنسان البرئ اللي بيتعذب بعلاقات حبه "الأفلاطونية" البريئة و بينتج بسببها الفن الرائع ده اللي أنا عارفة أنه هايصمد لإختبار الزمن . بس كمان ده كان هايبقى غباء مني . إذا كنت انا إرتحت أساسا لكونه إنسان طبيعي !!!! ماهو دي من ضمن التساؤلات اللى كانت بتدور في عقلي وأنا بأتفرج عليه. هو بجد ولا بيمثل !؟ ولو كان بيمثل كانت هاتبقى الطامة الكبرى بالنسبة لي فعلا.
 من عشرة أو خمستاشر سنة كنت غالبا هابقى ثائرة جدا عليه وبأقول ليه يعمل كده وربما كنت أبطل أسمعه . مع أني لازم أبقى فاهمة أن ده شاب ورجل وسيم  وفي عنفوانه في محيط منفتح كتير. وعشان كده مش بأدينه لسبب بسيط ، ممكن كنت أنا أبقى مكانه بصورة أو بأخرى، يمكن من حسن حظي إني ماتعرضتش لمواقف غواية تضعفني بس كان وارد أتعرض لها وساعتها حتى أنا مش هاجزم كنت ممكن أتصرف إزاي فيها  برغم كل رصيدي الدفاعي الإخلاقي والديني . والجملة السابقة دي أجزم أني ماكنتش هاكتبها من خمستاشر سنة إطلاقا ولا أفكر حتى فيها حقيقة. تقريبا الثقة العمياء دي من شيم الأطفال والشباب بس .لكن النضج والتأمل في الدنيا خلوني مؤمنة جدا بمقولة السيد المسيح " من كان منكم بلا خطيئة فليلقمها بحجر"
 أنا إتعرضت زمان إن كتاب مصريين أنا بأحبهم يكتبوا عن علاقاتهم لكن الكلام كان مش صريح فاعملت نفسي "عبيطة" و إن ده ماحصلش عشان ما ازعلش منهم و تفضل الصورة الحلوة الكاملة أو شبه الكاملة بتاعتهم في دماغي.
حقيقة أني ما إتصدمتش من المعلومات اللى قالها مروان دي هي اللي ضايقتني حقيقة . حسيت أني بقيت واقعية قوي . بزيادة . فقدت كتير من البراءة أنا كمان ؟ ولا ده النضج اللى هو نفسه إتكلم عنه اللي مايخليناش بنتفاجئ بحاجة ولا إيه ؟؟؟ حقيقي أنا أتضايقت من واقعيتي دي. أضف لها كمان رؤيتي لحاله هو مؤخرا وكأني بأشوف نفسي كمان خمس سنين و حسيت بأسى . ليه نضجت و ليه لازم !؟ 
مش عارفة دلوقتي هل كمال صورة مروان الفنان بالنسبة لي هاينقص بعد ما عرفت واقع الإنسان ولا لأ بس ماعتقدش. معرفش ليه. و دي من الحاجات اللى بتخليني أفكر كتير هل أنا عندي معايير مزدوجة ولا إيه !؟ هل انا إنسانة متسقة مع نفسي ولا أنا منافقة بصورة ما ؟؟. 
دلوقتي وبصراحة مع أني حاسة إن اللى كتبته فوق ده شبه ركيك و ناقص بلورة للأفكار أكتر إنما أنا حاسة أني إبتديت أهدأ لما نفثت البخار اللى كان بيعتمل في المرجل اللى جوايا .

في النهاية ملاحظة من معجبة بقى :) مروان بيزيد وسامة مع الزمن وده اللي لاحظته في اللقاءات دي كلها .وياريت مايصبغش شعره ولا يعمل بوتوكس يا ريت.